الزواج عن طريق الإنترنت

الزواج عن طريق الإنترنت

لماذا يلجأ المغتربون العرب للزواج عن طريق الإنترنت؟ وهل فعلاً ينجحون؟

في الوقت الذي انتشرت فيه مواقع التواصل الاجتماعي وحوّلت العالم لقرية صغيرة من دون مسافات( فحسب  دراسة جديدة توصلت إلى أنَّ الوقت الذي يقضيه المستخدمون على مواقع التواصل على مستوى العالم ارتفع حوالي60 بالمئة في السنوات السبع الأخيرة)،انتشرَ مصطلح الزواج عبر الانترنت وهو إحدى الطرق للجمع بين طرفين جادّين وتعارفهم ومن ثمَّ إمّا أن تتلاقى اهتماماتهم ويحصل الاتفاق بينهما فيقرران التشارك والزواج، أو أن تفترق طرقهم ويمضي كل شخص منهم في حياته.

ولكن ما الذي يدفع الشخص للإقدام على هذه الطريقة؟ سنذكر في هذا المقال أسباب اللجوء إلى مواقع الزواج عبر الانترنت وبعض هذه المواقع وإن كانت طريقة ناجحة أو لا.

الأسباب التي تدفع المغتربين العرب للزواج عبر الانترنت:

أوّلاً عندما نقول مغترب نعني بعيد عن وطنه وأهله وناسه وعاداته وتقاليده ومن الصعب جدّاً أن يستطيع التأقلم مع الحياة الغربية بسهولة ومن دون مشاكل، فيوجد العديد من الإختلافات والحواجز باختصار نمط تربية مختلف، وهذا ما يزيد الأمر صعوبة بالإضافة إلى هذا الاختلاف لاننسى أنّ المغترب غالباً يقضي معظم وقته في العمل، فلا يجد الوقت الكافي لإيجاد الشخص المناسب وبذل مجهود للتعارف وتكوين صداقات، وربما يجد مواقع الزواج الإلكتروني الطريقة الأسهل والأبسط، فحسب دراسة أُجربت اتضحَ أنّ 69.2٪من الذكور ويقابلها نسبة 52.9٪ من الإناث يفضلون الزواج عبر الإنترنت لأنهُ غير مكلف بالنسبة لهم ويستطيعون قطع العلاقة بسهولة في حال عدم التوافق، وأيضاً من الأسباب المهمة للجوء إلى هذه المواقع ارتفاع نسبة العنوسة فحسب آخر الدراسات التي أجرتها وسائل إعلام غربية ومراكز أبحاث في عام 2018 تصدّرت لبنان قائمة الدول العربية بأعلى معدل عنوسة حيث بلغ 85٪ أمّا في مصر فكشفت إحصائية صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عن 13.5 مليون عانس أمّا في تونس لقد بلغت نسبة العنوسة 81.1٪ لتصبح في مرتبة متقدمة كل هذا أدّى إلى اللجوء لمواقع الزواج عبر الانترنت وبالنسبة لآلية عمل هذه المواقع فهيَ بسيطة حيثُ يضع المشترك بياناته وصفاته والمواصفات التي يريدها في شريك حياته ثمّ يتم انتقاء الشخص الأقرب لما يريده والوصل بينهما، فبهذه الطريقة يختصر من وقته ولا يحتاج إلى مشقة البحث.

السؤال الذي يتبادر في ذهننا الآن هل فعلاً هذه المواقع تنجح في توصيل الناس ببعضها وزواجهم أم أنها مجرد كلام من دون فعالة

.

تجربة مغترب عربي بالزواج عن طريق الإنترنت: يوسف 32 سنة من مصر بعد غربة دامت خمس سنوات تعرّفَ عن طريق إحدى مواقع التعارف إلى فتاة (علا) من العراق بدآ الحديث عن مواضيع عامة ثمّ مع مرور الوقت بدأت مواضيع خاصة بكل منهما وهنا يوسف بدأَ يشعر بالإعجاب وبعد مرور سبعة أشهر اعترفا بحبهما واتفقا على الارتباط  ولكن كانت المشكلة عند أهلها كأي أهل سوف يقلقون على ابنتهم وخصوصاً بأنّ التعرف تمّ عبر الانترنت ،فقررَّ يوسف أن يزورها شهر في بلدها حتى يتم التعرف عليها وعلى أهلها وحتى يكسب ثقتهم وبالفعل تمّ الاتفاق وتزوجا وسافرا والآن سعداء بحياتهم ورُزقا بولد.

وبحسب دراسة لباحثين من جامعة فيينا ذكرت أن الأشخاص الذين يجمعهم الإنترنت يتزوجون في وقت أسرع وتكون فرصة طلاقهم أقلّ من غيرهم وتقول الدراسة إن أكثر من 17٪من الزيجات تبدأ من خلال التعارف على الإنترنت، وأنَّ 1 من بين كل 6 زيجات تتم عن طريق الإنترنت، وأيضاً تشير الدراسة إلى أنّ أكثر من 80٪ من جيل الألفية سيتزوجون من عرق مختلف، ونحو 50 مليون شخص يتعارفون عن طريق الإنترنت.ولكن من جهة أخرى وبحسب الدراسة الاستطلاعية والمقابلة التي أجريت على عدد من طلاب كلية الحقوق والعلوم السياسية والقصص الواقعية تمَّ التوصل إلى أنّه على الرغم من وجود علاقات تعارف بين الجنسين وربما علاقات عاطفية على الإنترنت  إلّا أنهُ لم يتم الزواج إلّا عند فئة قليلة جداً من هذه العلاقات فيما الفئة الأخرى كانت غير جادّة وكانت عبارة عن ترفيه وتسلية وإضاعة للوقت كما وصفها أصحابها وانتهت إمّا بالانفصال أو لا تزال مستمرة دون تحديد هدفها، فوجدنا نسبة 76.5٪ من الإناث لا يشجعنَّ على الزواج عن طريق الإنترنت وذلك لعدة أسباب من بينها الخوف وعدم الثقة في الطرق الآخر وغياب المصداقية  أمّا نسبة الذكور الذين لا يشجعون على الزواج عبر الأنترنت فبلغت 61.5٪ بالإضافة إلى أنَّ 53٪ من الأشخاص يضعون معلومات كاذبة في ملف تعريفهم في تطبيقات المواعدة عبر الإنترنت.

ختاماً نستطيع القول أنّ لكل شخص الحرية في طريقة اختيار شريك حياته وتبقى مواقع الزواج عن طريق الإنترنت في ظلّ هذا التطور الهائل الذي يشهده كوكبنا هي الأكثر رواجاً وتحقق نجاحات كثيرة وإقبال كبير، فمع التطور في الفكر تتغير نظرة الناس البالية لفكرة التعارف والزواج عبر الإنترنت الذي لم يعد وسيلة للتواصل فحسب بل أصبح ثقافة جديدة أفرزتها التغيرات الحديثة التي طرأت على المجتمع.