أذكار النوم الصحيحة الواردة في السنة النبوية
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على الرسول الأمين أما بعد فحديثنا اليوم عن أذكار النوم الصحيحة وقد اخترنا لكم ذكرين مما ثبت في السنة النبوية سنذكرها مع بيان حكمها ثم مع شرح يسير لبعض ألفاظها ثم نذكر بعض المراجع.
الذكر الأول من أذكار النوم الصحيحة:
عن أم المؤمنين عائشة، أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه، وقرأ بالمعوذات، ومسح بهما جسده.
وهو حديث صحيح أخرجه الإمام البخاري برقم (6319)
نبدأ بشرح الألفاظ بشكل مختصر:
كان إذا أخذ مضجعه: والمقصود هو التهيؤ للنوم
نفث: واختلف في النفث قيل ما فيه شيء من البزاق وقيل بدونه وذكر عن أهل اللغة أنه نفخ يسير بلا ريق.
وهنا مسألة مهمة هل يكون النفث قبل القراءة أم بعدها حقيقة الحديث لا يدل على أحد الأمرين لأن الواو لا يفيد الترتيب كما لا يخفى لكن ذكر العلماء أن المقصود بعد القراءة وليس قبلها لماذا؟ قالوا حتى يحصل على بركة القرآن.
بالمعوذات: والمقصود هنا مع سورة الإخلاص لكن غلب جانب سورتي الفلق والناس.
مسح بهما جسده: جاء في رواية أخرى يبدأ بهما على رأسه ووجهه وأنه يفعل ذلك ثلاث مرات لا مرة واحدة.
المعنى العام: دل هذا الحديث على أنه يسن للمسلم إذا أوى إلى فراشه أن يحصن نفسه بهذه التعويذة المباركة، فيقرأ على نفسه الإِخلاص والمعوذتين، وينفخ في كفّيه نفخاً خفيفاً مصحوباً بريقه، ثم يمسح رأسه، ثم وجهه، ثم بقية جسمه، ويفعل ذلك ثلاثاً
من فوائد الحديث:
- بيان سنن من سنن ما قبل النوم
- فيه بركة القرآن وفضله
الذكر الثاني من أذكار النوم الصحيحة:
عبادة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من تعارَّ من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله وسبحان الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر ودعا استجيب له، فإن توضأ قبلت صلاته).
وهذا ليس من أذكار النوم الصحيحة إنما هو لمن استيقظ من نومه فجأة في منتصف الليل مثلا وتعار معناه أنه استيقظ من نومه.
ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم أنه حين استيقاظه قال هذا الدعاء العظيم الذي يحمل معان عظيمة شرحت وبينت في موضعها كما نذكر في المصادر.
وبالنسبة لأصل التعار قيل أنه استيقاظ مع صوت.
وهذا الحديث فيه بيان حال المؤمن وأنه متعلق قلبه بربه في كل أحواله، وفيه فضل هذا الدعاء العظيم مع من هذا حاله بالليل وأنه سبب لاستجابة الدعاء ولقبول الصلاة.
وهذا الدعاء قد تضمن كلمة التوحيد وهي: لا إله إلا الله ومعناه أنه لا معبود حق إلا الله فجميع المعبودات التي عبدت والتي تعبد والتي ستعبد بالمستقبل كلها معبودات باطلة لا تستحق شيئا من العبادة وعابدهم مرتكب للشرك الأكبر وظالم لوضعه الشيء في غير موضعه فالله سبحانه وتعالى هو وحده المستحق للعبادة فلا يجوز أن يعبد غيره.
ويذكر أهل العلم أن كلمة التوحيد فيه نفي وإثبات
فتنفي استحقاق الإلهية عن جميع المعبودات، والإثبات تثبت أن الله عز وجل هو وحده مستحق بأن يعبد.
بهذا نكتفي ونذكر لكم مرجعين ممكن مراجعتهما لمزيد من الفائدة:
من تعار من الليل
قال عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ فَقَالَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ ، وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ
سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ ، ثُمَّ قَالَ : رَبِّ اغْفِرْ لِي غُفِرَ لَهُ أَوْ قَالَ فَدَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ ، فَإِنْ هُوَ عَزَمَ فَقَامَ فَتَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاَتُهُ ». رَوَاهُ الْبُخَارِي فِي الصَّحِيحِ
من عرف فوائد تلك العبادة سيحرص دائما عليها من أجل مناجاة ربه والوقوف بين يديه لنيل رضاه في وقت يغفل عنه أغلب المسلمين.
حيث إن المسلم في تلك العبادة يمنع نفسه عن راحة بدنه وكافة ملذات الحياة الأخرى، ونتيجة لذلك فإن الله سبحانه وتعالى يعوضه عن ذلك بخيرات الدنيا والآخرة.